إذا شعرت في يوم بالضيق وأحسست بالحاجة إلى الشكوى فلم تجد من تشكو له وإذا
أحسست أن الألم يكاد ينفجر في صدرك وتجمدت العبرات في عينيك فتذكر أن ربك رحيم
يسمع شكواك ويجيب دعواك وقد فتح بابه ودعاك إلى لقائه رحمة منه وفضلا
وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم
{أرحنا بها يا بلال }
إذا وسوس لك الشيطان وارتكبت معصية في غفلة من أمرك واستيقظت على لدغات
ضميرك تؤرقك.. إذا نكست رأسك خجلا من نفسك وأحسست بالندم على ما فعلت و إذا
انقلبت خطيئتك سجنا يحيط بك من كل جانب وحيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه
بالظلمات فتذكران لك ربا غفورا يقبل لتوبة. يعفو عن الزلة.
وقد فتح بابه ودعاك إلى لقائه.. رحمة منه وفضلا فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
{أرحنا بها يا بلال}
إذا وقعت تحت وطأة الظلم والقهر..فأردت أن تصرخ فكتم الخوف صرختك في الأعماق،
إذا أحسست بمرارة الذل وقسوة العجز تطأ هامتك وتحطم كيانك.. إذا تمكن الخوف
من قلبك فزلزل وجدانك. فتذكر أن لك ربا عزيزا قادرا ينصر المظلوم و يقهر الظالم
قد فتح بابه ودعاك إلى لقائه رحمة منه وفضلا وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
{أرحنا بها يا بلال}
جل يا آخى أنها الصلاة..وهذه بعض معانيها إننا يا آخى تعلمنا من الصلاة حركاتها و
سكناتها لكننا لم نفهم روحها ومعانيها.
إن الصلاة هي باب الرحمة وطلب الهداية..هي اطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء هي معقل
المسلم ومفزعه هي ميراث النبوة بروحها وأحكامها متوارثة في الأمة بظاهرها وباطنها.
فهي تشتمل على أسمى معاني العبودية والالتجاء إلى الله تعالى والاستعانة به والتفويض إليه
لها من الفضل والتأثير في ربط الصلة بالله تعالى والتقرب إليه ما ليس لشيء آخر، بتا وصل
المخلصون المجاهدون في هذه الأمة إلى مراتب عالية من الإيمان واليقين..من الربانية
والروحانية هي قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول
(وجعلت قرة عيني في الصلاة) وكان يقول
{أرحنا بها يا بلال}
آخى الكريم...ليست الصلاة أن يقف الإنسان بجسده في المحراب وقلبه هائم في أودية
الدنيا..إننا بذلك قد أفقدنا الصلاة معناها أو قل فقدنا معنى الصلاة.
إخواني فلنبدأ من جديد فنتعلم الوقوف بين يدي الله تعالى..فلنتعلم الصلاة. قال الحسن
البصري رحمة الله عليه: إذا قمت للصلاة فقم قانتا كما أمرك الله وإياك والسهو والالتفات
وإياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه
لا تدرى ما تقول بلسانك. وسئل حاتم الأصم كيف تصلى؟
فقال أقوم بالأمر..وأمشى بالخشية ..وأدخل بالنية..وأكبر بالعظمة..واقرأ بالترتيل والتفكير
وأركع بالخشوع.. وأسجد بالتواضع..وأجلس للتشهد بالتمام وأسلم بالنية..
وأختمها بالإخلاص لله عز وجل..وأرجع على نفسي بالخوف. أخاف أن لا يقبل منى..
وأحفظ بالجهد إلى الموت..
هذه يا آخى هي الصلاة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها:
{أرحنا بها يا بلال}
من أجل ذلك أخي الكريم كانت الصلاة عماد الدين وركناً من أهم أركانه..
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم
" ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة ،فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة
لما سبق من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله"
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة"
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم
"من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت
خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة"
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
{أرحنا بها يابلال}
أخي الكريم إن الصلاة بين يدي الله تعالى ليست حملاً تستثقله القلوب ....
إنها هدية ورحمة من الله تبارك وتعالى لعباده
فتصور أخي ملكاً من ملوك الأرض أهدى عبداً فقيراً هدية ، ودعاه إلى لقائه تكرماً وتفضلاً
فما كان من هذا العبد إلا أن ألقى بهديته وأعرض عن لقائه فكيف تكون غضبة الملك وكيف
يكون عقابه وانتقامه؟؟!! فما بالك بغضبة الجبار العزيز المنتقم.. ذى الطول شديد العقاب
حين يعاقب ذلك العبد الذى أعرض عن ذكره.. وتكبر عن السجود بين يديه عز وجل أو
تكاسل عن تلبية أمره وندائه. إنها لغضبة عظيمة وانتقام شديد قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
"من ترك الصلاة لقى الله وهو عليه غضبان"
فهيا أخي الكريم.. نرفع لله تعالى توبة وإنابة ونلتمس فى الصلاة بين يديه عز وجل النور و
الهداية. هيا أخي الكريم نبدأ الطريق الطريق إلى الهداية