الرئيسية
• مقدمة. كتب الإمام الحسن البصري رضي الله عنه رسالة لأحد الزهاد يقال له عبد الرحمن بن أنس الرمادي يرغبه في المقام بمكة المكرمة شرفها الله عندما سمع بخروجه منها لليمن
طلباً للرزق. فقال له:
أعلم يا أخي أنه بلغني أنك أجمعت رأيك على الخروج من حرم الله وأمنه والتحول لليمن وأني كرهت ذلك وغمني واستوحشت من ذلك وحشة شديدة إذ أراد الشيطان أن يخرجك من حرم الله ويستزلك. فيا عجبا من عقلك إذ نويت ذلك في نفسك بعد أن جعلك الله من أهله ولو أنك حمدت الله على ما أولاك و أبلاك في حرمه وأمنه وصيرك من أهله لكان الواجب عليك شكره أبدا مادمت حياً ولكنت مشغولاً بعبادة الله عز وجل أضعاف ما كنت عليه إذ جعلك من أهل حرمه وأمنه وجيران بيته.
وإياك ثم إياك والقلق والضجر عليك بالصبر والصمت والحلم. فأنك تغلب بها الشيطان الرجيم وإياك ثم إياك يا أخي والخروج منها و الانزعاج عنها فأنك في خير
أرضٍ وأحب ارض الله إليه وأفضلها و أعظمها عنده. فنسأل الله تعالى أن
يوفقنا وإياك للخيرات فإنه الحنان المنان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
• آيات من القرآن الكريم عن فضل مكة.ذكر الأمام الحسن رضي الله عنه في رسالته آيات عديدة في فضائل مكة وفضل السكنى فيها حيث قال:
اعلم يا أخي أن الله تعالى فضل مكة على سائر وأنزل ذكرها في كتابه العزيز في مواضع عديدة حيث قال عز من قائل:
قال تعالى: (أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً)
قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الأخر).
قال تعالى: (إنما أمرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها).
قال تعالى: (بلدة طيبة ورب غفور).
قال تعالى: (أولم نمكن لهم حرماً آمناً ويجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا).
قال تعالى: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام).
قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
قال تعالى: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).
قال تعالى: (قد نرى تقلبك وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ).
قال تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية ً كانت آمنة مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان).
فقال الحسن رضي الله عنه : فهذه الآيات يا أخي أنزلها الله تعالى كلها في مكة خاصة ولم ينزلها لبلد سواها.
• أحاديث من السنة المطهرة عن فضل مكة.قال الحسن فيما جاء في الرسالة مخاطباً صديقه:
اعلم يا أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين خرج من مكة ، وقف على الحزورة ، واستقبل القبلة وقال: والله إني لأعلم انك أحب بلد الله إلي، وأنك أحب أرض الله إلي الله وإنك خير بقعة على وجه الأرض، وأحبها إلى الله تعالى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.
وقال صلى الله عليه وسلم: خير بلدة على وجه الأرض وأحبها إلى الله تعالى مكة.
وقال صلى الله عليه وسلم: دحيت الأرض من مكة فمدها الله تعالى من تحتها فسميت أم القرى..
قال صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية معي.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يحشر الله من مقبرة مكة سبعين ألف شهيد يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر، ويشفع كل واحد منهم في سبعين ألف رجل. فقيل من هم يا رسول الله؟ قال: الغرباء.
قال صلى الله عليه وسلم: والتضلع من ماء زمزم براءة من النفاق.
• أمور اختص الله بها مكة المكرمة.وأكمل الإمام الحسن البصري رسالته معددا أمور اختص بها مكة المكرمة قائلاً:
وأول جبل وضع في الأرض أبو قبيس. وأول من طاف بالبيت الملائكة قبل أن يخلق الله تعالى ادم عليه الصلاة والسلام بألفي عام. وما من ملك يبعثه الله تعالى من السماء لإلى الأرض في حاجة إلا أغتسل من تحت العرش وانقض محرماً فيبدأ ببيت الله تعالى، فيطوف به أسبوعاً ثم يصلي خلف المقام ركعتين ثم يمضي لحاجته وما بعث إليه.
وكل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كذبه قومه خرج من بين أظهرهم إلى مكة. وما من نبي هرب من أمته إلا هرب إلى مكة، فعبد الله تعالى بها عند الكعبة حتى أتاه اليقين، وهو الموت. وأن حول الكعبة قبر ثلاثمائة نبي ، وبين الركن اليماني والحجر الأسود قبر سبعين نبي، كلهم قتلهم الجوع و القمل، وقبر إسماعيل وأمه هاجر صلى الله عليهما وسلم في الحجر تحت الميزاب وقبر نوح وهود وشعيب وصالح صلى الله على نبينا وعليهم وسلم فيما بين زمزم و المقام.
وما من بلدة وفد إليها جميع النبيين و الملائكة والمرسلين أجمعين، وصالح عباد الله من أهل السماوات والأرض والجن إلا مكة.
وما على وجه الأرض بلدة يرفع الله فيها الحسنة الواحدة غاية ألف حسنة إلا مكة.ومن صلى فيها صلاة رفعت له مائة ألف صلاة. ومن صام فيها كتب له صوم مائة ألف يوم. ومن تصدق فيها بدرهم ، كتب الله له مائة ألف درهم صدقة.
ومن ختم فيها القرآن مرة واحدة كتب الله تعالى له مئة ألف ختمة بغيرها.
ومن سبح الله تعالى فيها مرة كتب الله تعالى له مئة ألف مرة بغيرها.
وكل حسنة فعلها العبد في الحرم بمائة ألف حسنة بغيرها وكل أعمال البر فيها، كل واحدة بمائة ألف صلاة.
وما أعلم بلدة يحشر الله تعالى فيها يوم القيامة من الأنبياء والأصفياء والأتقياء والأبرار والصديقين والشهداء والصالحين والعلماء والفقهاء والفقراء والحكماء والزهاد والعباد والنساك والأخيار والأحبار من الرجال والنساء ما يحشر الله تعالى من مكة وأنهم يحشرون وهم آمنون من عذاب الله تعالى.
وليوم واحد في حرم الله تعالى وآمنه أرجى وأفضل من صيام الدهر كله وقيامه في غيرها من البلدان.
وما على وجه الأرض بقعة ينزلها كل يوم من عند الله تعالى عشرون ومائة رحمة. ستون للطائفيين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين إلى الكعبة إلا مكة.
و النظر إلى الكعبة عبادة. وما على وجه الأرض بلدة أبواب الجنة كلها مفتوحة إليها إلا مكة، وأن أبواب الجنة لثمانية أبواب، كلها منفتحة إليها بمكة إلى يوم القيامة، فباب منها للكعبة، وباب منها تحت الميزاب، وباب عند الركن اليماني، وباب عند الركن الأسود، وباب خلف المفام، وباب عند زمزم، وباب على الصفا، وباب على المروة.
ولا يدخل الكعبة أحداً إلا يرحمه الله ولا يخرج منها إلا بمغفرة الله عز وجل.
• مواضع تستجاب بها الدعوة بمكة المكرمة. وذكر الإمام الحسن البصري في رسالته خمسة عشر موضعاً يستجاب فيها الدعاء بمكة
دون سواها من البلدان:
جوف الكعبة الدعاء فيه مستجاب. والدعاء عند الحجر الأسود مستجاب.
والدعاء عند الركن اليماني مستجاب. والدعاء عند الحِجر مستجاب.
والدعاء خلف المقام مستجاب. والدعاء في الملتزم مستجاب.
والدعاء عند بئر زمزم مستجاب. والدعاء على الصفا والمروة مستجاب.
والدعاء بين الركن والمقام مستجاب. والدعاء بمنى مستجاب.
والدعاء بالمشعر الحرام مستجاب.
وأكمل الإمام الحسن رضي الله عنه رسالته بقوله:
فهذه يا أخي خمسة عشر موضعاً، فاغتنم الدعاء فيها فأنها المواضع التي لا يرد فيها
الدعاء، وهي المشاهد العظام التي ترجى فيها المغفرة. فاجتهد يا أخي قي الدعاء عند
هذه المشاهد العظام. وأنك أن خرجت من حرم الله وآمنه ذهبت عنك بركة هذه المشاهد.
قال صلى الله عليه وسلم:ما بين الركن اليماني والحجر الأسود روضة من رياض الجنة.
قال صلى الله عليه وسلم:ما من أحد يدعو عند الركن الأسود إلا أستجيب له و كذلك عند
الركن اليماني.
واعلم يا أخي انه لا يخرج منها أحد إلا ندم. قال صلى الله عليه وسلم: المقام بمكة سعادة
والخروج منها شقاوة.
فأثبت مكانك وإياك والقلق والضجر، فأن ذلك من فعل الشيطان، فلا تبرح. وأنك أن
تكسب مكسباً يساوي فلسين من حلال بها كان أفضل وخيراً من أن تكسب في غيرها
ألفي درهم.
قال صلى الله عليه وسلم (من مرض بمكة يوماً كتب الله له من العمل الصالح الذي كان
يعمل في غيرها عبادة ستين سنة. ومن صبر على حر مكة ساعة من نهار أبعده الله
تعالى من النار مسيرة خمسمائة عام وقربه من الجنة مسيرة مائتي عام. وأن مكة و
المدينة لينفيان خبثهما كما ينفي الكير خبث الحديد، ألا أن مكة أنشئت على المكروهات
والدرجات، ومن صير على شدتها كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، ومن مات بمكة
أو بالمدينة بعثه الله يوم القيامة آمنا من عذابه، لا حساب عليه، ولا خوف ولا عذاب،
ويدخل الجنة بسلام، وكنت له شفيعاً يوم القيامة).
ألا أن أهل مكة هم أهل الله تعالى وجيران بيته وما على وجه الأرض بلدة فيها شراب
الأبرار ومصلى الأخيار إلا مكة.
طلباً للرزق. فقال له:
أعلم يا أخي أنه بلغني أنك أجمعت رأيك على الخروج من حرم الله وأمنه والتحول لليمن وأني كرهت ذلك وغمني واستوحشت من ذلك وحشة شديدة إذ أراد الشيطان أن يخرجك من حرم الله ويستزلك. فيا عجبا من عقلك إذ نويت ذلك في نفسك بعد أن جعلك الله من أهله ولو أنك حمدت الله على ما أولاك و أبلاك في حرمه وأمنه وصيرك من أهله لكان الواجب عليك شكره أبدا مادمت حياً ولكنت مشغولاً بعبادة الله عز وجل أضعاف ما كنت عليه إذ جعلك من أهل حرمه وأمنه وجيران بيته.
وإياك ثم إياك والقلق والضجر عليك بالصبر والصمت والحلم. فأنك تغلب بها الشيطان الرجيم وإياك ثم إياك يا أخي والخروج منها و الانزعاج عنها فأنك في خير
أرضٍ وأحب ارض الله إليه وأفضلها و أعظمها عنده. فنسأل الله تعالى أن
يوفقنا وإياك للخيرات فإنه الحنان المنان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
• آيات من القرآن الكريم عن فضل مكة.ذكر الأمام الحسن رضي الله عنه في رسالته آيات عديدة في فضائل مكة وفضل السكنى فيها حيث قال:
اعلم يا أخي أن الله تعالى فضل مكة على سائر وأنزل ذكرها في كتابه العزيز في مواضع عديدة حيث قال عز من قائل:
قال تعالى: (أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً)
قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الأخر).
قال تعالى: (إنما أمرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها).
قال تعالى: (بلدة طيبة ورب غفور).
قال تعالى: (أولم نمكن لهم حرماً آمناً ويجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا).
قال تعالى: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام).
قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
قال تعالى: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).
قال تعالى: (قد نرى تقلبك وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ).
قال تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية ً كانت آمنة مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان).
فقال الحسن رضي الله عنه : فهذه الآيات يا أخي أنزلها الله تعالى كلها في مكة خاصة ولم ينزلها لبلد سواها.
• أحاديث من السنة المطهرة عن فضل مكة.قال الحسن فيما جاء في الرسالة مخاطباً صديقه:
اعلم يا أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين خرج من مكة ، وقف على الحزورة ، واستقبل القبلة وقال: والله إني لأعلم انك أحب بلد الله إلي، وأنك أحب أرض الله إلي الله وإنك خير بقعة على وجه الأرض، وأحبها إلى الله تعالى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.
وقال صلى الله عليه وسلم: خير بلدة على وجه الأرض وأحبها إلى الله تعالى مكة.
وقال صلى الله عليه وسلم: دحيت الأرض من مكة فمدها الله تعالى من تحتها فسميت أم القرى..
قال صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية معي.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يحشر الله من مقبرة مكة سبعين ألف شهيد يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر، ويشفع كل واحد منهم في سبعين ألف رجل. فقيل من هم يا رسول الله؟ قال: الغرباء.
قال صلى الله عليه وسلم: والتضلع من ماء زمزم براءة من النفاق.
• أمور اختص الله بها مكة المكرمة.وأكمل الإمام الحسن البصري رسالته معددا أمور اختص بها مكة المكرمة قائلاً:
وأول جبل وضع في الأرض أبو قبيس. وأول من طاف بالبيت الملائكة قبل أن يخلق الله تعالى ادم عليه الصلاة والسلام بألفي عام. وما من ملك يبعثه الله تعالى من السماء لإلى الأرض في حاجة إلا أغتسل من تحت العرش وانقض محرماً فيبدأ ببيت الله تعالى، فيطوف به أسبوعاً ثم يصلي خلف المقام ركعتين ثم يمضي لحاجته وما بعث إليه.
وكل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كذبه قومه خرج من بين أظهرهم إلى مكة. وما من نبي هرب من أمته إلا هرب إلى مكة، فعبد الله تعالى بها عند الكعبة حتى أتاه اليقين، وهو الموت. وأن حول الكعبة قبر ثلاثمائة نبي ، وبين الركن اليماني والحجر الأسود قبر سبعين نبي، كلهم قتلهم الجوع و القمل، وقبر إسماعيل وأمه هاجر صلى الله عليهما وسلم في الحجر تحت الميزاب وقبر نوح وهود وشعيب وصالح صلى الله على نبينا وعليهم وسلم فيما بين زمزم و المقام.
وما من بلدة وفد إليها جميع النبيين و الملائكة والمرسلين أجمعين، وصالح عباد الله من أهل السماوات والأرض والجن إلا مكة.
وما على وجه الأرض بلدة يرفع الله فيها الحسنة الواحدة غاية ألف حسنة إلا مكة.ومن صلى فيها صلاة رفعت له مائة ألف صلاة. ومن صام فيها كتب له صوم مائة ألف يوم. ومن تصدق فيها بدرهم ، كتب الله له مائة ألف درهم صدقة.
ومن ختم فيها القرآن مرة واحدة كتب الله تعالى له مئة ألف ختمة بغيرها.
ومن سبح الله تعالى فيها مرة كتب الله تعالى له مئة ألف مرة بغيرها.
وكل حسنة فعلها العبد في الحرم بمائة ألف حسنة بغيرها وكل أعمال البر فيها، كل واحدة بمائة ألف صلاة.
وما أعلم بلدة يحشر الله تعالى فيها يوم القيامة من الأنبياء والأصفياء والأتقياء والأبرار والصديقين والشهداء والصالحين والعلماء والفقهاء والفقراء والحكماء والزهاد والعباد والنساك والأخيار والأحبار من الرجال والنساء ما يحشر الله تعالى من مكة وأنهم يحشرون وهم آمنون من عذاب الله تعالى.
وليوم واحد في حرم الله تعالى وآمنه أرجى وأفضل من صيام الدهر كله وقيامه في غيرها من البلدان.
وما على وجه الأرض بقعة ينزلها كل يوم من عند الله تعالى عشرون ومائة رحمة. ستون للطائفيين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين إلى الكعبة إلا مكة.
و النظر إلى الكعبة عبادة. وما على وجه الأرض بلدة أبواب الجنة كلها مفتوحة إليها إلا مكة، وأن أبواب الجنة لثمانية أبواب، كلها منفتحة إليها بمكة إلى يوم القيامة، فباب منها للكعبة، وباب منها تحت الميزاب، وباب عند الركن اليماني، وباب عند الركن الأسود، وباب خلف المفام، وباب عند زمزم، وباب على الصفا، وباب على المروة.
ولا يدخل الكعبة أحداً إلا يرحمه الله ولا يخرج منها إلا بمغفرة الله عز وجل.
• مواضع تستجاب بها الدعوة بمكة المكرمة. وذكر الإمام الحسن البصري في رسالته خمسة عشر موضعاً يستجاب فيها الدعاء بمكة
دون سواها من البلدان:
جوف الكعبة الدعاء فيه مستجاب. والدعاء عند الحجر الأسود مستجاب.
والدعاء عند الركن اليماني مستجاب. والدعاء عند الحِجر مستجاب.
والدعاء خلف المقام مستجاب. والدعاء في الملتزم مستجاب.
والدعاء عند بئر زمزم مستجاب. والدعاء على الصفا والمروة مستجاب.
والدعاء بين الركن والمقام مستجاب. والدعاء بمنى مستجاب.
والدعاء بالمشعر الحرام مستجاب.
وأكمل الإمام الحسن رضي الله عنه رسالته بقوله:
فهذه يا أخي خمسة عشر موضعاً، فاغتنم الدعاء فيها فأنها المواضع التي لا يرد فيها
الدعاء، وهي المشاهد العظام التي ترجى فيها المغفرة. فاجتهد يا أخي قي الدعاء عند
هذه المشاهد العظام. وأنك أن خرجت من حرم الله وآمنه ذهبت عنك بركة هذه المشاهد.
قال صلى الله عليه وسلم:ما بين الركن اليماني والحجر الأسود روضة من رياض الجنة.
قال صلى الله عليه وسلم:ما من أحد يدعو عند الركن الأسود إلا أستجيب له و كذلك عند
الركن اليماني.
واعلم يا أخي انه لا يخرج منها أحد إلا ندم. قال صلى الله عليه وسلم: المقام بمكة سعادة
والخروج منها شقاوة.
فأثبت مكانك وإياك والقلق والضجر، فأن ذلك من فعل الشيطان، فلا تبرح. وأنك أن
تكسب مكسباً يساوي فلسين من حلال بها كان أفضل وخيراً من أن تكسب في غيرها
ألفي درهم.
قال صلى الله عليه وسلم (من مرض بمكة يوماً كتب الله له من العمل الصالح الذي كان
يعمل في غيرها عبادة ستين سنة. ومن صبر على حر مكة ساعة من نهار أبعده الله
تعالى من النار مسيرة خمسمائة عام وقربه من الجنة مسيرة مائتي عام. وأن مكة و
المدينة لينفيان خبثهما كما ينفي الكير خبث الحديد، ألا أن مكة أنشئت على المكروهات
والدرجات، ومن صير على شدتها كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، ومن مات بمكة
أو بالمدينة بعثه الله يوم القيامة آمنا من عذابه، لا حساب عليه، ولا خوف ولا عذاب،
ويدخل الجنة بسلام، وكنت له شفيعاً يوم القيامة).
ألا أن أهل مكة هم أهل الله تعالى وجيران بيته وما على وجه الأرض بلدة فيها شراب
الأبرار ومصلى الأخيار إلا مكة.
![{[الراقي]}](https://2img.net/u/4211/20/22/78/avatars/15-80.png)
